بعد خمس سنوات من إحتلال العراق، يقوم الأخرق بوش بزيارة مفاجئة وأخيرة إلى بغداد. ولأن صفاقة ووقاحة هذا الأبله ليس لها حدود، لا يتوانى عن التأكيد على تحسن الوضع الأمني رغم قدومه متخفياً ولا يخجل من أن يقول مرةً أخرى أن إحتلال العراق كان أمراً ضرورياً بل يختتم كلمته في المؤتمر الصحفي بابتسامة سمجة قائلاً بلهجة ركيكة : شكراً جزيلاً !
لو كنت مكان الصحفي العراقي الشاب منتظر الزيدي : أمضى فترة مراهقته في بلدٍ محاصر من الأخ الشقيق قبل العدو، يمنع عنه أقلام الرصاص فضلاً عن أدوية الأطفال، تحطم بنيته التحتية، تنهب أثاره وكنوزه، يقتل علماؤه، يقسم إلى مناطق طائفية... بل تقضي عاماً مسجوناً عند هذا المحتل الغاصب لتتعرف بنفسك على مدى تقديسه لحقوق الإنسان.. هل تستطيع أن تتمالك نفسك وأنت ترى مجرم الحرب يبتسم أمامك ؟
شخصياً أعتبر أن منتظر كان مهذباً جداً عندما قال : هذه "قبلة" الوداع يا كلب! إن بوش لا يستحق إلا البصاق بل كنت أود أن يضرب بزوجي جوارب متعفنة لعله يقضي نحبه بالأسلحة الكميائية التي دمر بلاد الرافدين في سبيل البحث عنها.
قد يجادل البعض ويعتبر أن ما أقدم عليه منتظر يخالف التقاليد العربية و الأخلاق الإسلامية في كرم الضيافة وقد يتساءل البعض : أين كانت هذه البطولة أيام صدام وزبانيته ؟
هذه الأسئلة لا محل لها هنا : فمتظر لم يكن يلهث وراء بطولة زائفة بل أراد تذكير العالم عامةً وساكني المنطقة الخضراء خاصةً بأن صدور الشعوب المضطهدة تغلي وأن ساعة الإنتقام قربت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق