السبت، 10 جانفي 2009

اللبيب من الإشارة يفهم

دخل حمار مزرعة رجل وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه..
كيف يُـخرج الحمار؟؟ سؤال محير ؟؟؟
أسرع الرجل إلى البيت.. جاء بعدَّةِ الشغل.. القضية لا تحتمل التأخير !
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى كتب عليها يا حمار أخرج من مزرعتي !!
ثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار.. ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة، رفع اللوحة عاليا..
وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس ولكن الحمار لم يخرج!!!
حار الرجل : ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة!
رجع إلى البيت ونام.. في الصباح التالي، صنع عددًا كبيرًا من اللوحات ونادى أولاده وجيرانه واستنفر أهل القرية !
يعنى عمل مؤتمر قمة..
صف الناس في طوابير يحملون لوحات كثيرة : أخرج يا حمار من المزرعة! الموت للحمير! يا ويلك يا حمار من راعي الدار!
وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار وبدءوا يهتفون : اخرج يا حمار! اخرج أحسن لك!
والحمار يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله..
غربت شمس اليوم الثاني وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم يفكرون في طريقة أخرى..
في صباح اليوم الثالث، جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر.. خطة جديدة لإخراج الحمار.. فالزرع أوشك على النهاية!
خرج الرجل باختراعه الجديد، نموذج مجسم لحمار يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي !!!
ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة وأمام نظر الحمار وحشود القرية المنادية بخروج الحمار، سكب البنزين على النموذج وأحرقه فكبّر الحشد !!!
نظر الحمار إلى حيث النار ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة.. يا له من حمار عنيد لا يفهم!
أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار قالوا له : صاحب المزرعة يريدك أن تخرج وهو صاحب الحق وعليك أن تخرج!
الحمار ينظر إليهم ثم يعود للأكل لا يكترث بهم..
بعد عدة محاولات أرسل الرجل وسيطاً آخر، قال للحمار صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحتها، الحمار يأكل ولا يرد !
ثلثها، الحمار لا يرد !
نصفها، الحمار لا يرد !
طيب، حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزها !
رفع الحمار رأسه وقد شبع من الأكل ومشى قليلاً إلى طرف الحقل وهو ينظر إلى الجمع...
فرح الناس! لقد وافق الحمار أخيراً!!!
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين، تاركاً للحمار النصف الذي هو واقف فيه..
في صباح اليوم التالي، كانت المفاجأة لصاحب المزرعة !
لقد ترك الحمار نصيبه ودخل يأكل في نصيب صاحب المزرعة !!!
رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات والمظاهرات.. يبدو أنه لا فائدة ! هذا الحمار لا يفهم. إنه ليس من حمير المنطقة..
لقد جاء من قرية أخرى !
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى..
وأمام دهشة جميع الحاضرين، وفي مشهد من الحشد العظيم حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي..
جاء غلام صغير، خرج من بين الصفوف، دخل إلى الحقل، تقدم إلى الحمار وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه
فإذا به يركض خارج الحقل!!!
'يا الله' صاح الجميع...
لقد فضحَنا هذا الصغير، وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا !
فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام وأعادوا الحمار إلى المزرعة، ثم أذاعوا أن الطفل شهيد...
المصدر : أرسل لي من طرف صديق

هناك 4 تعليقات:

البرباش يقول...

حلوة منك... في بلاصتها

غير معرف يقول...

La question qui se pose qui est réellement l'ane!!!!!!!!!!!!!

عابر سبيل يقول...

المشكلة أنو الغلمان أصحاب العصي موجودين في جميع القرى المجاورة..
لكن مالكي الحقول الملاصقة هوما المعارضين..

islam_ayeh يقول...

شكراً للجميع !
فعلاً المشكلة الحقيقية تتمثل في أن هزيمة الحمار الصهيوني تمر بهزيمة الأحمرة العربية..
من جهة أخرى، رغم أن المظاهرات هامة وتساهم في شحذ الهمم و التصدي للتطبيع والتعريف بالقضية... لكنها كثيراً ما تترك عند المشاركين شعوراً زائفاً بالرضى عن النفس : هانا قمنا بالواجب! إلى جانب المفاسد العربية الأصيلة من طينة القراية لا والتكسير والشغب...