كان حكام جزيرة العرب في الجاهلية على قسمين:
1ـ ملوك مُتَوَّجُون لكنهم في الحقيقة غير مستقلين و هم ملوك اليمن وملوك مشارف الشام (الغساسنة) وملوك الحيرة (المناذرة)
2ـ رؤسـاء القبائـل والعشائر وكـان لهم مـن الحكم والامتـياز مـا كـان للملـوك المتوجين، ومعظم هـؤلاء كانـوا على تمـام الاستقـلال، وربمـا كانت لبعضـهم تبعية لملك متـوج.
قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم كان ملوك اليمن والحيرة يتبعون الفرس في حين أن الغساسنة كانوا تبعاً للروم ولكن جميعهم كانوا يعيشون في حالة من الضعف والانحطاط لا مثيل لها. فكان الناس مقسمين بين حكام (بمثابة السادة) ومحكومين (بمثابة العبيد) وبالتالي كان الظلم والإستبداد مستشريين ولم يكن باستطاعة أحد التذمر أو الشكوى. وأما القبائل المجاورة لهذه الأقطار فكانوا مذبذبين : مرة يدخلون في أهل العراق، ومرة يدخلون في أهل الشام.
وكانت أحوال القبائل داخل الجزيرة مفككة الأوصال، تغلب عليها المنازعات القبلية والاختلافات العنصرية والدينية. فلم يكن لهم ملك يدعم استقلالهم ويعتمدون عليه وقت الشدائد. بل إن الحروب كانت كثيراً ما تنشب لأسباب تافهة ثم تستمر بسبب دوامة الثأر لعشرات السنين كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء...
الاستثناء الوحيد لهذا الوضع كان مكة التي تنظر لها جميع القبائل باحترام فقبيلة قريش التي كانت تسكنها تمتلك الزعامة الدينية وتشرف على موسم الحاج وتساهم حتى في فض النزاعات القبلية.
أما الحالة الاقتصادية فكانت تعتمد على التجارة التي لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها.
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام. وحتى إن كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث وتربية الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، فإن الأمتعة كانت عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع.
1ـ ملوك مُتَوَّجُون لكنهم في الحقيقة غير مستقلين و هم ملوك اليمن وملوك مشارف الشام (الغساسنة) وملوك الحيرة (المناذرة)
2ـ رؤسـاء القبائـل والعشائر وكـان لهم مـن الحكم والامتـياز مـا كـان للملـوك المتوجين، ومعظم هـؤلاء كانـوا على تمـام الاستقـلال، وربمـا كانت لبعضـهم تبعية لملك متـوج.
قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم كان ملوك اليمن والحيرة يتبعون الفرس في حين أن الغساسنة كانوا تبعاً للروم ولكن جميعهم كانوا يعيشون في حالة من الضعف والانحطاط لا مثيل لها. فكان الناس مقسمين بين حكام (بمثابة السادة) ومحكومين (بمثابة العبيد) وبالتالي كان الظلم والإستبداد مستشريين ولم يكن باستطاعة أحد التذمر أو الشكوى. وأما القبائل المجاورة لهذه الأقطار فكانوا مذبذبين : مرة يدخلون في أهل العراق، ومرة يدخلون في أهل الشام.
وكانت أحوال القبائل داخل الجزيرة مفككة الأوصال، تغلب عليها المنازعات القبلية والاختلافات العنصرية والدينية. فلم يكن لهم ملك يدعم استقلالهم ويعتمدون عليه وقت الشدائد. بل إن الحروب كانت كثيراً ما تنشب لأسباب تافهة ثم تستمر بسبب دوامة الثأر لعشرات السنين كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء...
الاستثناء الوحيد لهذا الوضع كان مكة التي تنظر لها جميع القبائل باحترام فقبيلة قريش التي كانت تسكنها تمتلك الزعامة الدينية وتشرف على موسم الحاج وتساهم حتى في فض النزاعات القبلية.
أما الحالة الاقتصادية فكانت تعتمد على التجارة التي لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام وكان ذلك مفقودًا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم وهذه هي الشهور التي كانت تعقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عُكاظ وذي المجَاز ومَجَنَّة وغيرها.
وأما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها، ومعظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة وغيرها كانت في أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام. وحتى إن كان في داخل الجزيرة شيء من الزراعة والحرث وتربية الأنعام، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل، فإن الأمتعة كانت عرضة للحروب، وكان الفقر والجوع والعرى عامًا في المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق