كان معظم العرب يدينون بالحنيفية، دين إبرهيم عليه السلام منذ أن نشأت ذرية إسماعيل في مكة وانتشرت في جزيرة العرب. فكانوا يعبدون الله ويوحدونه ويلتزمون بشعائر دينه حتى جاء عمرو بن لُحَيٍّ زعيم خزاعة وكان معروفاً بالصدقة والصلاح. لكنه لما سافر إلى الشام ورأى أهلها يعبدون الأصنام إستحسن ذلك وظنه حقاً لإشتهار الشام بالأنبياء والكتب السماوية فعاد إلى مكة بهبل ووضعه في جوف الكعبة ثم دعا قومه لعبادته ليشفع لهم عند الله فأجابوه لذلك ثم ما لبثت أن تبعتهم بقية قبائل العرب حتى انتشرت عبادة الأوثان في كل الجزيرة العربية وبلغ بهم الأمر أن أصبحت الكعبة محاطةً بثلاث مائة وستين صنم كل واحد منها تحج له إحدى القبائل في موسم الحج!
وكان من نتائج ذلك أنهم على الرغم من محافظتهم على بعض من الشعائر التي جاء بها ابراهيم عليه السلام كتعظيم البيت والطـواف بـه والحـج والعمـرة والـوقوف بعرفة... فإنهم إبتدعوا بدعاً عظيمة من ذلكم أن أهل قريش كانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ويقولون نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل أو نقف بعرفة أو نفيض منها.
ثم انهم قالوا لا ينبغي لأهل الحِلِّ أن يأكلوا من طعام جاءوا به من الحل إلى الحرم، إذا كانوا حجاجا أو عمارًا. بل انهم أمروا أهل الحِلِّ ألا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا في ثياب الحمس!!! فمن كان غنيا يشتري ثياباً يطوف بها ومن كان له صديقٌ قرشي يستعير ثيابه للطواف وأما الفقراء فكان يطوفون عراة يصفقون بأيديهم ويصفرون وكانت بعض النسوة تقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
أما صيغة التلبية فكانت : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه و ما ملك!!!
ويظهر هنا بكل وضوح الأهمية الإقتصادية الكبيرة للحج والعمرة التي جعلت كبار قريش يرفضون دخول الإسلام خوفاً على فقدان هذه الموارد المادية العظيمة وتجنباً لمواجهة كل العرب إذا هدمت أصنامهم التي تحيط بالكعبة. وتفادياً للإطالة أريد أن أذكر بسرعة أنه كان للعرب عادات أخرى غريبة كالاقتسام بالأزلام وتصديق أخبار المنجمين والكهنة والعرافين والتطير والتشاؤم...
من جهة أخرى كانت بعض القبائل تدين بالنصرانية كالغساسنة في الشام وأهالي نجران في اليمن. أما اليهود فقد إستقر معظمهم بيثرب حيث وجدوا أوصافها في التوراة وعلموا أنها ستكون وجهة هجرة نبي أخر الزمان بل كانوا يستنصرون به على الأوس والخزرج قبل بعثته.
يقول الله تعالى في سورة البقرة :
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
وكان من نتائج ذلك أنهم على الرغم من محافظتهم على بعض من الشعائر التي جاء بها ابراهيم عليه السلام كتعظيم البيت والطـواف بـه والحـج والعمـرة والـوقوف بعرفة... فإنهم إبتدعوا بدعاً عظيمة من ذلكم أن أهل قريش كانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ويقولون نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل أو نقف بعرفة أو نفيض منها.
ثم انهم قالوا لا ينبغي لأهل الحِلِّ أن يأكلوا من طعام جاءوا به من الحل إلى الحرم، إذا كانوا حجاجا أو عمارًا. بل انهم أمروا أهل الحِلِّ ألا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا في ثياب الحمس!!! فمن كان غنيا يشتري ثياباً يطوف بها ومن كان له صديقٌ قرشي يستعير ثيابه للطواف وأما الفقراء فكان يطوفون عراة يصفقون بأيديهم ويصفرون وكانت بعض النسوة تقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
أما صيغة التلبية فكانت : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه و ما ملك!!!
ويظهر هنا بكل وضوح الأهمية الإقتصادية الكبيرة للحج والعمرة التي جعلت كبار قريش يرفضون دخول الإسلام خوفاً على فقدان هذه الموارد المادية العظيمة وتجنباً لمواجهة كل العرب إذا هدمت أصنامهم التي تحيط بالكعبة. وتفادياً للإطالة أريد أن أذكر بسرعة أنه كان للعرب عادات أخرى غريبة كالاقتسام بالأزلام وتصديق أخبار المنجمين والكهنة والعرافين والتطير والتشاؤم...
من جهة أخرى كانت بعض القبائل تدين بالنصرانية كالغساسنة في الشام وأهالي نجران في اليمن. أما اليهود فقد إستقر معظمهم بيثرب حيث وجدوا أوصافها في التوراة وعلموا أنها ستكون وجهة هجرة نبي أخر الزمان بل كانوا يستنصرون به على الأوس والخزرج قبل بعثته.
يقول الله تعالى في سورة البقرة :
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق